آذار
الإنسان: كائن ظهر منتصباً في ذيل التاريخ، له ركبتان لم تعتادا
انتصاب قامته بعد مما يسبب ألم دائم فيهما، ويمتلك عصب غريب المسار، طويل بلا طائل يسمى بالعصب الراجع! ويتفرع من عصب يسمى بالحائر! كما يمتلك هذا الكائن قناة هضمية قذرة طولها
أضعاف طوله، وأعضاء تناسلية تحتاج لتعديل جراحي، وعدد مهول من الخلايا العصبية على
شكل تلافيف تملأ جمجمته وتسمى هذه الكتلة بالدماغ، وهذا الدماع ليس له أي علاقة بالوصول لأي أفكار يقينية أو ثابتة أو متفق عليها أو ماورائية أو منزهة أو إلهية، كما أنه سهل التضليل،
ينزع للشذوذ والتطرف والانكار والتمركز حول الذات غالباً، ويمكن أن ينتقل بشكل
قطبي من الإيمان بفكرة أو عقيدة إلى الإيمان بضدها وبوقت قياسي، ويمكن أن يعود
للفكرة الأولى بنفس التعصب
لا مشكلة لدي مع الكائن المذكور أعلاه، اذ يمكن ترويضه وتعليمه الانسجام
والتعايش واحترام الآخر، ما دام على الأقل يمتلك نفس الاعضاء التناسلية والتلافيف الدماغية
والعصب الراجع، أما أن يتقمص هذا الكائن لقرون طويلة دور الله في إطلاق أحكام
دقيقة ومفصّلة بمستجدات العصر أو بالتطفل بشكل مبتذل على تفاصيل حياتية دقيقة
ليقول لنا حكم الله فيها، وأن يدعي قدرته على فهم أو توقع حكم الله بالقياس أو التاريخ او التقريب او الاجتهاد أو غيره، فهذا يغيظني جداً، كيف يدعي هذا الكائن معرفته بحكم الله الدقيق
بكل شيء، كيف لهذا الكائن أن يمر ولو من بعيد بأسوار الآلهة المسورة، كيف له أن يرفع نظره لقمة الاولمب! كيف عرفوا كل ذلك، فمثلاً أولياء الله في الارض والذين لا يفقهون شيئاً في العلوم والطبيعيات
يعرفون ما يريد الله قوله في كل عصر حتى وان لم يقله، أولياء الله يمكن أن يخبروك
بدقة حكم الله في فتاة تعزف الكمان وهي تضع رموش اصطناعية بعد أن عادت من الخارج وقد
ارتكبت مخالفة مرورية بقطع الاشارة الحمراء ثم شدت على خصرها ورقصت حد التعب في
بيتها، بطريقة ما عرفوا ما سيقوله الله في الكمان وفي الرموش الصناعية وفي
المخالفة المرورية وفي الرقص وفي اجتماعهما، يمكن أن يخبروك عن حكم الله في تناول
اللقمة الثانية من وجبة العشاء باليد اليسرى متكئاً في شرفة المنزل!! هم لم يتحدثوا
الى الله يوما وقرؤا بطون الكتب -مثلي-، كيف كذبوا وقالوا انهم يعرفون حكم الله في
كل شيء، انهم أعجز من ان يفهموا علوم الطبيعة كيف أوكلوا لأنفسهم مهمة معرفة ما
سيقوله الله في كل موقف، والأغرب كيف صدقهم الناس، كيف صدقوا مصطلحات كالاجتهاد
والقياس والإجماع والمعلومات من الدين بالضرورة والاختلاف المحمود، أّنى لمن لا
يستطيع ان يفاضل كثير حدود أو يحل معادلة تكعيبية ان يتقمص دور الله .
يا أخوتي، أيها الخطاؤون مثلي، هذا الإله -وأحسبكم تعلمون- مطلق القدرة والعلم لو أراد قول شيء لقاله وما كان ليغفل او ينسى ويتركك تستنبط وتتفذلق باسمه، ولو أراد أن يقول كل شيء في كل شيء ليؤاخذكم به جنة أو نار، لما اختفى في سماءه وترككم في عصر الهولوجراف تتحدثون باسمه، قولوا ما شئتم فانه يروقني كثير مما تقولون، لكن لا تحدثوني أنكم تنطقون باسم الله وحكمه وفي قولكم الطريق لجنة الله أو جحيمه، قولوا ما شئتم وسموه حكمة وسمو أنفسكم حكماء الأرض لا يعنيني، لكن لا تقولوا لي يوماً انكم تستطيعون توقع قول الله.
" ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا"
رواه الحاكم عن أبي الدرداء وصححه، وأخرجه البزار
"إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا
فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان "
أخرجه
الداراقطني عن أبي ثعلبة الخشني. وحسنه الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه،
والنووي في الأربعين
نيسان
إلى فتاة
فاتنة الجمال :
أنا رجل
ضعيف الإيمان، وأبي الأول تـرك جنـة الله كــلها ليأكـل من شجــرة واحدة، كبـرت في عراء
التاريــخ، ووحــشة العدم، وفي قلبي انحياز للمادة، ولي فكرة، وما بعدها، وأبجديات ثورية، وبلـغت أرذل العمر واقفاً عند مفرق
الحضــارات أقيس الزمن برزنامــة التجربة .
فاجمعي حروف اسمك عن طرفي الأبجدية، ورفقاً ... لا تمتحني إيماني في صباحات أخرى.
فاجمعي حروف اسمك عن طرفي الأبجدية، ورفقاً ... لا تمتحني إيماني في صباحات أخرى.
.
أيار
راسي بتوجعني/ صبا تقول هدية السماء لا ترد/ أنا بجراحة حريم انت
وين؟/ باسل وين الخلل بالنظرية أم التطبيق؟/ معلش راحت عليا نومة - وين راحت ؟!!/- معك
فكة؟/ يييي ع الزحمة/ بطيخ بلدي،/ الثورة البيوتكنولوجية/ بطيخ مع جبنه/
أوسكي/ بطيخ مع بيتزا/ عازماك على ئهوة بالمارنا هاوس/بحبش القهوة/ ايدي بترجف/
رأيت رام الله/ اشتراكي حب وحدة بتشجع برشلونة/ ذاكرني؟ لا/ رابعة طب/ جراحة
تخصصية.
حزيران -قانون السببية-
أنا
والحظ اختصمنا يوم التقينا، و قانون السببية مجحف جداً، ومفهوم العدل الإلهي غامض
وأكثر عمقا من مقولة أمي " ربنا ما بضيع تعب حد"، وقلبي عدم تحت عدم،
ونزعتي المادية تعذبني، يقول ثائر" سأمحو ركبتي بالممحاة كي لا أسجد لتيار أو
مرحلة" أما أنا فقد أكل الطب ركبتي وجلدني واقفاً.
تموز- كما يكون الرجال-
تموز هادئاً على غير عادته، وأختي الصغرى آيات تعد حلوى تسمى " نص
الشهر" لم أتناولها مسبقاً، إلا انه عليّ تأمين مكوناتها، العجيب أن كل أنواع الحلوى
- أو الحلا كما يحلو لفداء تسميتها- تتكون من نفس المكونات وتخرج بأشياء مختلفة
تماما، هل يمكن إضافة قانون رابع للديالكتيك؟ هل يمكن ل"أ" و "ب" أن يؤديا إلى "د" تماما كما يؤديان إلى "ج"
هل يمكن أن يؤدي اندماج الديتيريوم والتريتيريوم لعنصر غير الهيليوم؟ كل هذه
الاستفهامات التي تطرق بعنف جمجمتي الهشة يقابلها ثابت وحيد هو أنني سأخفي إعجابي
كالعادة بكل ما تعده آيات وأصفه بكلمات عادية وبطريقة ما سأحاول الحصول على أكبر
قطعة ممكنة، وسأهرع للثلاجة صباح اليوم التالي بحثاً عما تبقى منه
.
وفي تموز، تتأمل طويلاً قائمة بأسماء ١١٣ كتاباً، حرمك من مطالعتها
التعليم الأكاديمي العقيم عبر الشهور الأخيرة، فحفظت أسماءها لأزمنة أخرى، وتبتسم لك
الرزنامة الهجرية تعلن قدوم شهر رمضان، الشهر الذي على غير ما يعتقد كثيرون يغير
معدل مطالعتك من كتاب أسبوعيا إلى كتاب يومياً ويعطيك بذلك الأمل بمطالعة أضعاف ما
كان يمكن مطالعته في شهر آخر، ساعات تفصلك عن السحور الأول، تبحث عن شيء مختلف: "جنوب الحدود غرب الشمس" رواية للياباني هاروكي موراكامي.
.
وفي تموز، فتش عن إلهك القديم، عن عادتك الأولى في التفاؤل، عن صورتك
عند باب المدرسة الابتدائية، عن صديق طفولتك الذي يعرف اسم معشوقتك الأولى، وعن
معشوقتك الأولى التي تركتها فسمت ابنها الأول باسمك وفاءً، ولو أدركت زفافك لرقصت
لك حتى لا يجد أكثر الشعراء تمرساً وصفاً لنسبة الفرح إلى الحزن في دموعها المتحجرة
بريقاً في عينيها لا هي سقطت ولا هي عادت لمجراها الفسيولوجي، ولو سألوها يوماً عنك
لقالت : "جميل .. كما يكون الرجال"!!!