لعن الله الرأسمالية ومن لف لفيفها،
أما بعد :
من يشفع لي على أبواب السماء إن ضاعت هويتي؟ من يشفع لي إن تحسس الرب وجهي
معاتباً لا حائراً في ضياع هويتي؟ يوم سيخيب ظن
كثيرين ظنوا الله خلقهم ليقولوا له كم هو عظيم !!
فاشهدوا علي اذن:
فأما اسمي فلا شأن لي فيه وقد منحتني إياه أمي تيمناً بأخيها الشهيد، ولا شأن لي بالمعاني الستة التي ذكرها ابن منظور في لسان العرب والتي تتراوح بين الشجاعة والكراهة، هزمت الشك وهزمني غير مرة ولكني صدقاً أشعر بالشك بدونه، أرقع ثوبي-وجسدي- كل مساء بما يليق بحضور حفل عشاء تنكري على شرف تطور البشرية يوماً آخر وصعودها درجة على سلم التطور الدارويني، بحثت عن الله ثلاثة أعوام في التاريخ، وعامين في اللاهوت، وعام في معادلة شرودينجر ومبدأ هايزنبرغ بالفيزياء، أجيد قواعد النحو والصرف منذ صغري بالسليقة أحيانا وبالمعرفة المكتسبة أحيانا أخرى ولكني ضعيف في الرسم الإملائي وأخطئ عادة في كتابة الهمزات المتوسطة والمتطرفة والألف اللينة والقائمة، خط يدي سيء و متردد وأذكر جيداً أني بكيت بحرقة بالصف الأول لأني عجزت عن كتابة حرف ال "ح" واخوانه المنقطين، في الوقت الذي أنهى زملائي ذلك، لا عجب بأني لاحقا أصبحت أول محترفي التصميم الجرافيكي لسد هذا النقص، ولا عجب أنّ الشخص الوحيد الذي قال لي أن خط يدي "حلو" استشهد في اليوم التالي برصاصة غادرة في الزمن الذي لاطمت فيه الكف الفلسطينية المخرز الإسرائيلي - لروح الشهيد محمد علوان ٢٠٠٢ .
فأما اسمي فلا شأن لي فيه وقد منحتني إياه أمي تيمناً بأخيها الشهيد، ولا شأن لي بالمعاني الستة التي ذكرها ابن منظور في لسان العرب والتي تتراوح بين الشجاعة والكراهة، هزمت الشك وهزمني غير مرة ولكني صدقاً أشعر بالشك بدونه، أرقع ثوبي-وجسدي- كل مساء بما يليق بحضور حفل عشاء تنكري على شرف تطور البشرية يوماً آخر وصعودها درجة على سلم التطور الدارويني، بحثت عن الله ثلاثة أعوام في التاريخ، وعامين في اللاهوت، وعام في معادلة شرودينجر ومبدأ هايزنبرغ بالفيزياء، أجيد قواعد النحو والصرف منذ صغري بالسليقة أحيانا وبالمعرفة المكتسبة أحيانا أخرى ولكني ضعيف في الرسم الإملائي وأخطئ عادة في كتابة الهمزات المتوسطة والمتطرفة والألف اللينة والقائمة، خط يدي سيء و متردد وأذكر جيداً أني بكيت بحرقة بالصف الأول لأني عجزت عن كتابة حرف ال "ح" واخوانه المنقطين، في الوقت الذي أنهى زملائي ذلك، لا عجب بأني لاحقا أصبحت أول محترفي التصميم الجرافيكي لسد هذا النقص، ولا عجب أنّ الشخص الوحيد الذي قال لي أن خط يدي "حلو" استشهد في اليوم التالي برصاصة غادرة في الزمن الذي لاطمت فيه الكف الفلسطينية المخرز الإسرائيلي - لروح الشهيد محمد علوان ٢٠٠٢ .
خُلقت بلعنة حب الجدل والإقناع والتضليل والإيهام، وتسويغ
المنكرات أو تجريم المباحات والبديهيات، حتى أن عرّافا أدرك ذلك كله مؤخراً بمجرد أن
رأى سطراً مكتوبا بخط يدي - كانت ملاحظة عن ضيق الصمام الأورطي وكان هذا العراف مريضا في وحدة العناية بالشرايين التاجية أثناء تدريبي في قسم القلب - ومع ذلك ورغم كل هذه الصفات فانا أعجز
عن الحديث مع ٩٩٪ من أبناء مجتمعي ولا استطيع الاطاحة بهم بسهولة كما استطيع الفتك بأي
مثقف آخر، واحتاج لأمد لا امتلكه
لتغييرهم، وكيف تناقش من لا يعرف الفرق بين الله والتاريخ؟! ، كيف تناقش من لا
يؤمن بأي صدف ويسخر حد الثمالة من كل أفكار تكون الكون المحكم بالصدفة لكنه مع ذلك
يؤمن بأنه ولد بالصدفة على الدين الحق من بين ١٠٠٠٠ دين أو أيدلوجيا عبر التاريخ،
أحد هذه الأديان وحده يضم ٣٨٣٠٠ طائفة، نعم من بين كل هؤلاء ولد هو بالصدفة
على الدين الحق، من بين ٣٠٠٠٠٠٠٠٠ حيوان منوي ينتجها الرجل في كل قذف بمعدل ٥٠٠٠
مرة خلال حياته ومن بين كل الرجال الذين عاشوا عبر التاريخ جاء هو من الحيوان
المنوي الصحيح على الدين الحق، كيف بالله تناقش شخصاً يكفر بكل الصدف إلا هذه ولا
يستطيع الشك للحظة واحدة انه ربما يكون على خطأ متوارث وأنه لا يعرف عن الآخرين
شيء حتى يحكم عليهم...تروقني هذه الأرقام التي قفزت لذهني وترتبت بانسيابية في هذا
النص تروقني وأبتسم بخبث لأحد أشرس أدوات التأثير والإقناع، لكني رغم كل شيء لا
زلت عاجز عن إدارة حديث منطقي مع من حولي وأفضل الصمت في كثير من المواقف حتى أنني
صمتت مؤخراً حين قالت لي فتاة غليظة الملامح قاسية القسمات بلهجة نصف
متهكمة:" مشكلتك إني مش فاهماك" نعم صمتت ولم أقل لها " مشكلتك لحالك والله"، لقد أغلقت فمي كثيراً مؤخرا، نعم هكذا فقط
أصمت ثم أصمت أو أتجاوز الحوار بعبارات متلعثمة لإظهار انني غير مهتم .
صغيراً، تبناني رنينيه ديكارت، عشقته بلا حدود، استطيع القول انه رباني صغيرا، علمني الشك لكنه عاجلني باليقين وقد ظننت - يومها كنت ابن ١٢ عاما ً- أني قد دفعت مبكراً ضريبتي في الشك وهذه كانت أعظم خيباتي، غرقت بعدها في شمولية سقراط وتهت في جمهورية أفلاطون وخرجت من تلك المرحلة أردد:
قال أرسطو معلم البشرية الأول ...
قال أرسطو معلم البشرية الأول ...
قال أرسطو معلم البشرية الأول ....
فنهرني شخص غليظ اللهجة عابس الوجه وصرخ في وجهي:
هكذا تكلم زرادشت !!
هكذا تكلم زرادشت !!
هكذا تكلم زرادشت !!
هذا الرجل تلاعب بترتيب النيوكليوتيدات في شيفرتي الوراثية هذا الشخص أورثني الجرأة على المألوف، أورثني الشك بكل شيء إلا الشك بالشك نفسه، وأطلق سراح الشياطين لتعوي في رأسي، علمني كيف أحفر قبوراً للعقائد البائدة، والعادات البالية، علمني أن أسبق التطور الدارويني، علمني كيف ترتقي البشرية على أكتاف القلة المتفوقة، هذا الرجل كان الفيلسوف الألماني العدمي فردريك نيتشه الذي طالعت جميع كتبه غير مرة باستثناء كتاب واحد (نشأة المأساة وروح الموسيقى) والذي لم أجد له اثر، ثم اشتد ساعدي ومات نيتشه مرة أخرى بالنسبة لي حين انتهيت من مطالعة جميع كتاباته حتى الأدبية منها وهكذا مات نيتشه وصرت يتيماً أتسكع عند الفارابي والكندي وابن سينا وابن رشد وطاغور والغزالي وإخوان الصفا ثم أدبني هيغل وأحسن تأديبي وأخمد ثورتي بجدله وتشاؤمه وطريقه المراوغ بين الروح المادة، وكان له فضل تعليمي الجدل والديالكتك الذي أهلني لتحديد هويتي فيما بعد.
أعظم توجهاتي الفكرية أثراً وظهوراً على شخصيتي والتي يمكن ملاحظتها
بسهولة على عكس جميع توجهاتي الفكرية الأخرى هي اشتراكيتي التي تصل حد المثالية
الكلاسيكية، فقد أورثتني التجربة الفلسفية المادية العدمية ذلك الوقع المهول
والاستيعاب المروع لمبدأ الندرة في الاقتصاد، حتى أنني أرى البشرية بعد عدة عقود
فقط من الآن رأي العين حين يُسْتخدم البشر حطباً لإشعال النار أو طعاماً للطهي أو
كلاهما معاً كأني أرى البشرية بصورة حقيقية لا مجازية وهي تستخدم الفقراء حطباً لإشعال
النار لطهي الطبقة الوسطى كي يأكل البرجوازيون الصغار، فالنار من البشر والطعام من
البشر والآكل من البشر، وهذا ليس مشهدا في فيلم خيالي جامح بل حتمية تاريخية نركض
إليها برأسماليتنا اللعينة، سينفذ النفط
والغاز الطبيعي وموارد الطاقة ولن تصلح الأرض للزراعة ولا المياه للشرب وسيستشري
المرض والجوع والتلوث والتصحر والأوبئة وسيضيع الموروث الحضاري البشري والأديان
والعلوم والكتب وينتهي عصر العملات النقدية، أرى ذلك كله كلما أغمضت عيني للنوم
وربما هو سبب ساعات نومي القليلة وأرقي المزمن ورغم كل ذلك لا زال على أن أتحمل
صباح كل أحد ذلك النقد الساذج للاشتراكية بأنها قتلت روح الإبداع والتنافس، أي والله
هكذا يقولون ويكررون، أتعرفون ما هو التنافس؟ التنافس الذي يريدونه هو أن تنتج ما
تشاء كيفما تشاء فقط لتحقيق اكبر ربح مالي ممكن لا يهم كم ستنتج أو إن كنت ستضطر
لرميه في البحر المهم أن تربح لا يهم إن كان المجتمع بحاجة لما تنتج كماً وصنفاً أم
لا المهم أن تربح، يمكنك تبديد أي كمية من الموارد والطاقات والثروات النادرة التي
تقترب من النفاذ ليس فقط في إنتاج سلع ليس لها حاجة بل في تسويق هذه السلع عديمة
الفائدة عبر برامج تسويقية ضخمة تستهلك ما لا يستهلكه الإنتاج نفسه فانتاجك لسلع غير ضرورية يستلزم بالضرورة برنامج تسويقي ضخم، كل هذا لا يهم
المهم أن تربح، وباسم المنافسة البائسة ندوس مبادئ راسخة كالندرة وحق الأجيال.
إذن فعيب الاشتراكية أنها قالت لا لكل هذا أنها قالت لا ننتج إلا ما يحتاج المجتمع لتلبية حاجاته، لسنا آلهة تخلق من العدم، لا ننتج كميات زائدة ولا نبذر مواردنا المحدودة ونحرم الأجيال حقها في الحياة من اجل منافسة فاحشة. صباح كل أحد على أن أتحمل تلميع الرأسمالية التي أهلكت الحرث والناس في حروبها المستمرة، لا يهم أن يموت أطفال إفريقيا جوعا ومرضا فالحرب على العراق أولى من إطعامهم ومعالجتهم وتعليمهم وما أنفقته الرأسمالية الامبريالية في حربها على العراق كان كفيل بذلك، لا يهم أن يموت أطفال إفريقيا ما دام تجار الماس والأسلحة فيها يزدادون ثراء باسم حرية السوق والملكية الخاصة للمصادر وعناصر الإنتاج كل ذلك لا يهم، سيصمون آذاننا بالحديث عن المنافسة دون أن يتحدثوا مرة عن الفرص، وأي منافسة هذه التي يزعموها وموارد الانتاج محتكرة بيد تلك القلة الطاغية، لا يهم أن تراقب الرأسمالية التنافسية وهي تنتقل لمرحلة الرأسمالية اللاقومية أو الكوزموبولوتينية كما يسميها ماركس ما دامت - وهي كذلك- قادرة على خطف أبصارنا بحجم التنوع في الإنتاج والمنتج، ما دامت قادرة على إنتاج سلع رخيصة على حساب عمال يعملون أكثر وأجورهم تقل، وليس لهم إلا قليل الأجر أو الموت جوعاً، ويقولون لك المنافسة كيف ينافس من لا يملك أدنى عناصر الانتاج المحتكرة، لا يهم كمية الموارد المبددة، لا يهم عدد العمال الذين يموتون في مصانع فوكسكون التي تصنع كل تكنولوجيا العالم التي تقدم بأناقتها على أنها نتاج المنافسة الرأسمالية الحرة وليس كأنها نتاج الجهد العضلي والعقلي للعامل الصيني قليل الأجر المجهول خلف أسماء الشركات الكبرى والتي تقدم المنتج بكل وقاحة تحت مسمى " صمم في كاليفورنيا" !!
نعم اعتد باشتراكيتي سيما وأنها الحركة الفكرية الوحيدة عبر التاريخ التي تعرضت للنقد الذاتي الداخلي اكتر من مرة، ولا أتنكر لحقيقة انتقالي الأخير من الاشتراكية المثالية أو الغير علمية التي أبدعها روبرت أوين بكل محاورها سيما كون الفرد نتاج عوامل بيئية ومجتمعية لا أكثر إلى الاشتراكية العلمية التي ناصبتها العداء طويلا لان أعوامي الثلاثة والعشرين كانت أقصر من أن ألمس الحتمية التاريخية منذ فجر التاريخ ومرحلة المشاع حتى الوصول للرأسمالية اللاقومية الكوزموبوليتية المعاصرة، لكني أواصل الصمت مؤخرا، أبتلع كلماتي وأتأمل عنوانا عريضا أمامي يسأل" ما هي المبادئ التي يدور حولها علم الاقتصاد؟" وتجد الإجابة حاضرة " الندرة" فألوذ بصمت أطول وهم يحدثونك عن حرية المنافسة ويعرفون الاقتصاد على انه علم توزيع الثروة على السكان وقد بح صوتي منذ سنين وانا أحاول تغيير كلمة السكان في هذا التعريف بكلمة الأجيال، بحق الله لستم وحدكم على هذا الكوكب ولستم آخر خلق الله .
أؤمن بالبج بانج، ولا أستطيع مجاراة الأبحاث العلمية اليومية عن التطور
الدارويني لكني أقول أنها تروقني وان من المنظور الذوقي وليس للايمان أو عدمه مكان هنا فهي كلمة العلم الذي قال كلمته بوضوح ولو تبجح المتبجحون، ثم أنها تبدو أكثر
رقياً من فكرة زنا المحارم التي يطرحها أولئك الذين أنفوا وتعالوا بأنفسهم عن أصول
أخرى اقل تطورا دون أن يسألوا أنفسهم مرة كيف سارت البشرية بعد آدم وحواء او حتى
يفكروا مرة بأسماء أبناءهم وكيف تزوجوا، في حين ان هذه الفكرة أرقتني كثيراً سيما
حين لامست التطابقات الميثولوجية الغربية لذلك يضحكني هؤلاء حين يبدؤوا بالسخرية
ممن أمضى عقود وأحصى آلاف الكائنات ليقول ما قال .
أعشق فرويد ومدرسة ال psychoanalysis التي انهارت أمام روعة مثبطات إعادة قبط السيرتونين "SSRI" وأخواتها من مضادات الذهان
والاكتئاب، نعم أحزنني كثيراً هذا التقدم وانهيار مدرسة فرويد، وهذه السرعة في
التعامل مع من قضى عمالقة هذه المدرسة أعواما في علاجه، وتقوم به الآن حبة دواء
مفرطة في الصغر وهذا ما يجعل غايتي من دراسة الطب موضع استفهام .
أمتعني الأدب الروسي بكل عمالقته، وألهمني دستويفسكي ومكسيم جوكي
ونيكولاي استروفيسكي وبوشكين وتشيكوف وتولستوي ما لم تلهمني اياه قريحتي الأدبية
وقتئذ، ولكن أيضاً لا انسى المتعة التي منحني اياها أدباء اخرون كهوغو وجوته وبلزاك
ودانتي وهمنغواي وكاواباتا وعلاء الأسواني ويوسف زيدان والطيب صالح .
وعلى الهامش:
لست مغرماً بالموسيقى لكني أحب فيروز سيما رائعتها " وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان" التي كتبها الرائع طلال حيدر هذه الأغنية تبعثرني أشلاء ثم تجمعني حين تصل للمقطع " يا زمان يا عشب داشر فوق هالحيطان" وأحب هوليود وبعض ما أنتجته من علامات فارقة، ولا أطالع الصحف لأنها مملة، ولا أفقه شيئا في السياسة ولا في التربية الوطنية، وأحتاج لثماني قطع مولتو ( كوروسون شوكولا)على الأقل يوميا لأحافظ على تركيزي ويمكن أن يصل العدد إلى عشرين، يمكنك أن تتهمني بالسذاجة والسطحية وخيانة ميثاق الأدباء والشعراء لأني لم أفهم بعد سر جمال السمراوات، ولا أحب ممتلئات الوجه ولا أشعر بالألفة تجاههن ولا أعرف لماذا، ولا أفهم المعنى الجمالي للغمازات ولك أن تقول أن الطب قد ضللني حتى بت أرى الغمازات تآكلاً عضلياً لا أكثر وندبة في وجه الجمال، ، ولك أن تسخر مني وأنا أمد جسور المنهج العلمي من أنثروبولوجيا ما قبل التاريخ إلى الكوزموبولييتنة في عصر الرأسماليات اللاقومية لألغي فكرة التفاوت الاجتماعي، لكني لن أخجل من أن أخبرك أني ألعن الرأسمالية ثلاث مرات صباحاً وثلاث مرات مساءً ولا أرى أن العالم يعاني من أي مشكلة سوى الفقر، وقد كنت أظن لفترة طويلة من الزمن ان مشكلة العالم خلافاته الدينية لذا درست اللاهوت طويلاً، لكني أدركت مؤخراً أن الجنة لا تعني أولئك الذين لا يجدون قوت يومهم ولا يعنيهم إن كانت مريم المجدلية ومريم الخاطئة ومريم التي من بلدة عينيا امرأة واحدة أم ثلاثة ، وبمناسبة المرأة أعتقد أن خلق الجمال الأنثوي أعظم من خلق السماء والأرض سواء تم ذلك بأمر الله المعجل أم بتدبيره المؤجل -داروين مرة أخرى- وأعتقد انك تواجه هذا الجمال يومياً، لكني اعتقد أيضا أن الله يخلق فتاة ذكية واحدة على رأس كل قرن - وأمي الاستثناء الوحيد- أو أن ذلك نتاج منظومة التطور البطيئة، وقد قابلت فتاة هذا القرن، أما الجميلات على كثرتهن هن الرتيبات، سيسألنك حتما بعد ١٤ يوما من معرفتهن عن رأيك فيهن بطريقة أخرى سيسألنك عن عيوبهن وهو سؤال مخادع غرضه استجداء المدح، وطفرة جينية حديثة جعلتهن أكثر اهتماما بمدحهن بالذكاء عوضا عن الجمال، لكني لا زلت أتجاوز التعريفات الكلاسيكية البالية للجمال فالجميلة هي تلك الي يغلبك التفكير بعظمة خالقها عن التفكير بجمالها.
وعلى هامش الهامش يمكنني أن أذكر -مجازاً- أنني أدرس الطب ساعة الملل في الظهيرة
حين لا أجد ما أفعله.
اللهم فاشهد ،،،
باسل
نيسان 2013
نيسان 2013