كم ظننتُ
أنهم سيوقفون الحرب لأن طفلة زرعت الورود في فوهات البنادق، وأنهم سيعتذرون عن
رأسماليتهم لأن فتاة قبَّلت يد كادح في المصنع، وأن خطيب الجمعة سيحدثنا عن
محبوبته التي تصلي صباح الأحد لأن المجدلية القادمة من منحدرات الجليل الأعلى لم
تترك القبر حتى قام لها المسيح ذات أحد، وأنهم سيخلعون معاطفهم الثقيلة للفقير
الواقف بناصية الطريق في شتاء لا يرحم، وسينتصرون للاجيء يقف على نفس المسافة من
الموت والوطن ولا يحلم بأكثر من أن ينتظره الأول حتى يلقى الثاني، وأن الطغاةٓ
يبكون حين يكونون وحدهم آخر الليل وأول
النهار !
وسألتُك
عن إله له ملك كل شيء لكننا بنينا له معبدا صغيرا في ملكه، عن إله خلقني وطلب من
بناة المعبد أن يقوموا بقتلي، وعن أخوتي الذي يتسلقون المآذن، وعن الذين يقرعون
أجراس الكنائس، وعن الذين لم يجدوا الفردوس في خرائط ناسا، عن الذين ماتوا في حروب
لن نفهمها، عن العنقاء التي انتحرت، عن الطيور التي رحلت، عن السنابل التي ضاقت
ذرعا بنا، عن قصيدة كتبناها لمحبوبة لم نعرفها، عن الحي الذي ملَّ خطانا، عن
مدينتا التي لم تكترث لغيابنا، لكنك لم تجبني على أيٍ من ذلك وبقيت أسئلتي خصبة
كرحم إمرأة ثورية ويرددها نبي على مسامع كل جيل.
ما
الذي أريده أنا الإنسان القاصر من هذه الاسئلة غير ما يؤنس وحشتي في المجهول
المتربص بي خارج مجالات ادراكي الفكرية والحسية المحدودة كسمعي المحصور بين صفر و
١٢٠ ديسبل ومجال رؤيتي المحصور بين ٣٨٠ و ٨٠٠ نانومتر مع المبالغة وحاجتي لتباعد أي
جسمين يقومان بلمسي إلى ٣ ملم في أكثر مناطق جسدي حساسية لأقوم بتمييزهما على
أنهما جسمان وليس جسم واحد، دون ذكر الاعتلالات التي تصيب كل هذه المستقبلات
القاصرة التي تشكل أدوات اكتسابي للمعرفة التي يُبنى عليها ايماني.
ما
لا أفهمه كيف يحاول رجال الدين الاستعلاء بالعلم للسيطرة على هذا الانسان الذي
بقصوره يبدو بالنسبة لي أكثر ميلاً للمجهول منه إلى العلم المحسوس المتغير بلا حرج
بين فرضية ونظرية وحقيقة، أي أن الانسان من إدراكه لقصوره لو تعارض عنده العلم
والدين سينحاز دائما للدين ولو جاء له العلم مرصعاً بالأدلة ربما لأن العلم لا
يخجل من أن يتغير ولا تسقط فكرته بتغيره وكون الايمان او عدم الايمان به لا يترتب
عليه ثواب وعقاب، لكن هذا الانسان يمتلك تلك القدرة العجيبة والأزلية في التصالح
مع الذات لذلك فهو قادر دائما على جعل العلم ينحاز لما انحاز هو له كدين ليحقق
أكبر درجة من الراحة والاستقرار فمثلا بالوقت الذي أصبحت فيه نظرية النشوء والتطور
حقيقة يسلم بها الغالبية الساحقة من المجتمع العلمي وأصبحت الأدلة والمؤلفات
والتضمينات المرافقة للنظرية أكبر من الفهم الخاطئ لعامة الناس عما يعرفونه كنظرية
فإن بامكان المؤمن الخلقي المتشبث بقصته عن الخلق أي يجد لنفسه العزاء في أقوال
كارل بوبر عن ميتافيزيقية النظرية وصعوبة قياسها واثباتها وكونها فلسفية أكثر
منها علمية دون أن يكترث لكون اقتباسه المؤدلج هذا لعالم مثل كارل بوبر لم يأخذ
بعين الاعتبار كل ما قاله لاحقا عن النظرية، ويمكنه أيضا أن يجد العزاء في تلك
الحادثة المؤسفة في تاريخ العلم والمتمثلة في تزوير جمجمة إنسان بيلتدوان التي
قدمت كدليل على التطور واكتشف لاحقا أنها مركبة من جمجمة قرد وانسان وربما تجد عزاء آخر في سمكة
السيلاكانث التي افترض التطوريون انقراضها منذ ١٠٠ مليون سنة وأنها تشكل حلقة الوصل بين الأسماك والفقريات
البرية لكنها ظهرت على ساحل المحيط الهندي عام ١٩٣٥م وشكلت صدمة لفكرة تطابق
الحفريات والمتحجرات للشكل الكامل للكائن الذي بدا مختلفا تماما لتصورنا عنه.
ما
الذي يجعلني أسمي ذلك بالعزاء وليس بأدلة علمية مضادة ؟
لأن من يستشهد بهذه الأدلة تحديدا لا يكترث لحقيقة العلم وأدواته قدر اكتراثه
بالبحث عن الاستقرار بين ما يؤمن به وما يدين به، ولو تغيرت هذه الادلة العلمية لن
يتغير هو لأن بحثه منذ البداية ليس عن الحقيقة أياً كانت بل عن راحته النفسية
وايجاد التطابق بشكل مستميت مستغلا انقسامات المجتمع العلمي التي لا يحق له أن
يكون طرفاً فيها، فلو ردد هذه الأدلة عالم لا يجد غضاضة في الاعتراف بأي وقت
بالخطأ والانحياز الدائم للصواب فهي علم، أما حين تصدر عمن رددها منذ البداية
انتصارا لفكرة مسبقة لن يغيرها فهي عزاء بائس للانسان البائس في نطاقات فيزيائية
محدودة تجعله دائم الخوف من المجهول، لان العلماء ينشدون الحقيقة أما هو فينشد راحته
النفسيه والاستعلاء بالعلم.
ولم
يشغلني يوما تلك الحلقات المفقودة في التطور قدر انشغالي بنقل الانسان البائس
المذكور إلى الانسان المحايد الذي يلاحق الحقيقة لا الراحة لبدائية تفكيره وهو ما
لا يتأتى الا بتغيير نظرة الإنسان إلى الله والتي يبدو انها تتغير بشكل يوازي
التطور البشري والحضاري بين الحضارات الأولى التي كانت تميل للإيمان بعشرات الآلهة
المختلفة وبصفات تبدو اجمالا بالنسبة لانسان عصرنا على اختلاف دينه مثيرة للسخرية
وأقرب للتسلية منها لمنظومة دينية مع انه هذه الميثولوجيا التي تبدو مثيرة للسخرية
لنا جميعا الآن كانت تبدو منطقية لملوك وفرسان وعلماء وفلاسفة في حضارات لا نستطيع
للحظة تحقير ارثها البشري كالحضارة اليونانية والرومانية والسومرية والفرعونية ثم
بطريقة تطورية ما صرنا أكثر ميلا لفكرة الإله الواحد الكامل المتكامل الذي له دين
واحد وأنبياء يبلغون رسالته وملائكة يوكل اليها أدواراً تشبه أدوار الآلهة القديمة
غير انه هذه الملائكة مقيدة الارادة ومنزوعة الشهوة ، وكأن جيلاً لاحقا سيجد في
ذلك ما وجدناه في الحضارات الغابرة من بدائية النظرة إلى الله، جيل يجد أن الله
أجل من أن يختصر نفسه في دين واحد وصلاة واحدة أو أن يكون كصورتنا الحالية عنه
سيعذب ويحرق نصف هذه البشرية كأقل تقدير لأنها لا تدين بدينه وهذا ما نؤمن به
جميعا باختلاف دياناتنا وما سيبدو غريبا ربما لجيل لاحق لا يجد في نفسه الحق في
احتكار الله وادعاء النجاة دون الآخرين، جيل سيجد في حروبنا ونزاعاتنا الدينية
والطائفية طفولة ساذجة لبشرية شبت على صورة إله أكثر قربا للإنسان منه إلى النص،
وربما يجدون في فكرتنا عن إله في نص يجعل بين جنته وناره صلاة تروق له دون
الاخرى ما وجدناه نحن في كبير آلهة الاغريق الذي حول نفسه لثور أبيض ليغري امرأة
فينيقية في مسلسل ملاحقته الدائم لعشيقاته، هذا الإله الذي لا نفهم كيف عبدوه
وخافوه ربما يجد جيل لاحق في افكارنا على الله الان امتهانا لفكرة أرقى عن الله
الذي سيعبدونه وسيجمعهم ولا يفرقهم .
ان
هذه النظرة التاريخية المتغيرة عن الآلهة تتم بشكل منفصل عن تغير آخر على مستوى
الفرد في فهمه للآلهة فالانسان البائس الذي ذكرته سابقا يخشى أن يخالف ما يعتقد
أنه الحقيقة الناجزة من عند الله، لكنه قد يتطور بطريقة ما ليتخيل أن الله سيحبه
أكثر لو انحاز للحقيقة التي تظهر له بما يمتلكه من أدوات المعرفة وأنه لن يغضب منه
ان فعل ذلك بل سيغضب إن حاول خداع نفسه ليبقى على ما أتاه على شكل دين، هذا التغير
الذي قد يحدث في حياة الإنسان فيغير من نظرته للعلم والحقائق العلمية من حوله.
إن
أكبر تهديد برأيي يهدد بقاء دين كالاسلام في القرون الأخيرة ليس الهوس المرضي بتآمر
العالم عليه وغزوه فكريا، وليس الابتعاد النسبي لفترات طويلة عن تشريعاته وعباداته
والتفقه فيه، وليس افتتان الجيل الشاب بالغرب، وليس النكوص العلمي والحضاري، بل إن
أخشى ما أخشاه على هذا الدين هو أن يموت أتباعه بجرعة زائدة من الإيمان،
فالاستخدام المفرط من الاسلام وشيوخه لكل شيء في تدعيم ايمان أجياله بما فيها ما
ذكر آنفا من الاستعلاء الغريب بالعلم وادخال مصطلح الاعجاز العلمي والرياضي والرقمي
وما ذكرته في تدوينة سابقة عن الاقتباسات من كلام عظماء ومستشرقين يكيلون فيها
المديح للاسلام والقرآن، والتناقل المستمر لأخبار افتتان الغرب بالاسلام وهوسهم
به، والمؤتمرات العلمية التي تثبت ما قيل في القرآن والتقديس المتواصل للنصوص والشخصيات
في وقت تشكل الأمة الاسلامية ذيل الترتيب الحضاري وتحتاج لما تقنع به أجيالها أنه سبب تخلفها،كل هذه الأساليب تؤدي بشكل حتمي للجيل المسلم
إلى اتجاهين: الأول هو تعزيز الدوغمائية والتطرف بما لا يقبل اي تشكيك وبيقين راسخ
من هذا الايمان بدرجة تكفي للاعتقاد بأنك ستدخل الجنة بقتل الآخر الذي يتنكر لهذا
اليقين الواضح، أما الاتجاه الآخر فيبدو معاكس تمام للاتجاه الأول ويتمثل بأن يطّلع
هذا الجيل بطريقة ما على حجم التضليل والخداع الذي وقع ضحية له، الجيل الذي سيشعر
بالاهانة من الطريقة التي تم مسخ عقلانيته فيها لفترات طويلة، الجيل الذي سيعرف أن
الكاتب المسرحي الشهير الحائز على جائزة نوبل (برنارد شو) لم يقل أن النبي محمد سيحل
مشاكل العالم وهو يحتسي فنجانا من القهوة لو كان بيننا الان، وهي العبارة التي
يرددها شيوخ الاسلام على مسامع هذا الجيل منذ نصف قرن من الزمان بل الحقيقة انه وصف
الاسلام بالدين غير المتسامح والذي عليك أن تؤمن فيه بالله او يتم قتلك من طرف من
يؤمنون بالله لكي يدخل الجنة لأنه أرسلك إلى النار، والذي يبدو وصفا محايدا ودقيقا
لما وجده برنارد شو في التاريخ الاسلامي، الجيل الذي لم يعتقد شيوخ الاسلام أنه
سيفتح الكتب للبحث عما قالوه فلم يجده بل وجد ضده وفي هذه اللحظة لن يظل برنارد شو
الكاتب العظيم الذي يعتد بأقواله بل سيتحول الى مجرد كاتب جاهل لا يعرف عن الاسلام
شيء، مثله مثل عشرات الفلاسفة والأدباء الذين كذبوا هذا الدين ووصفوه بأبشع الأوصاف
منهم من نعرف حقيقة قيمته العلمية والفلسفية كباسكال وشوبنهور وفولتير ممن كانت
لهم آراء وانتقادات قاسية تجاه الدين الاسلامي وقمنا اما بطمس اقوالهم أو تلفيق
اقوال مضادة لندعم ايمان هذا الجيل بالدين المتكامل الذي لا يستطيع أحد انكاره او
تكذيبه أو التشكيك فيه، وهو ما يجعل الاطلاع على هذه الاقوال لاحقا يشكل صدمة
للمؤمن الكلاسيكي وردة فعل عكسية.
ليس
غريبا على أي دين أو فكرة أن تجد من يناصرها ومن يعاديها، لكن الغريب هي الجرعة
الايمانية الزائدة والغير محايدة التي حاول شيوخ الاسلام حقنها في أوردة هذا الجيل
بطرق مشبوهة وملفقة كالاقتباسات والاكتشافات العلمية واعترافات الغرب والتقديس
الزائد والحضارة الاسلامية العلمية التي ستعرف لاحقا أن من صنعوها تم تكفيرهم
والتشهير بهم واحراق كتبهم، فابن سينا الذي تفاخرتَ به يعتبره شيوخ الاسلام امام الملحدين وخليفة الشيطان كما قال عنه ابن القيم وانه ضال مضل، شأنه شأن ابن الهيثم الذي اعتبروه سفيها ملحدا ضالا وكل الذين سمعت أسماءهم كاعلام للحضارة الاسلامية كالخوارزمي والرازي وابن طفيل والمقفع والجاحظ والشاعر المعري لم يعترف بهم رجال الدين يوما لكنك عرفت انهم مجدك في زمن التغني بما مضى لغياب ما حضر، كل ذلك أدى في النهاية لخلق الدوغمائية المفرطة التي
تستسيغ القتل وسحق الآخر او على النقيض اكتشاف كمية الاستحمار الذي مارسه هؤلاء
الشيوخ على عقول هذا الجيل فتؤدي به لطريق مضاد تماما نحو انكار هذا الدين الذي
خدعه لفترة طويلة.
كذلك
فإن التعاطي مع التاريخ الاسلامي بصورة غير محايدة في المناهج المدرسية والتربية
العامة يساهم في ترسيخ فكرة الانحدار لمصير التطرف الديني أو التطرف اللاديني كرد
فعل على الشعور بالخديعة ممن سيكتشفون لاحقاً أنه تم تضليلهم في كل شيء سيما قضايا
الاعجاز العلمي الملفق
لذا
فقد كان أولى بالصحوة الاسلامية التعيسة أن تعلم هذا الجيل اللباقة في التعامل مع
العلوم والمعارف والثقافة بلا تسخيف، كان أولى بشيوخه احترام هذا الجيل للحفاظ
عليه وليس دفعه باحدى الاتجاهين المتعاكسين لفرط الايمان، كان أولى بنا أن نتحرى
الدقة والموضوعية في كل شيء عوضاً عن التلقين والترديد الذي انحدر بالأمة إلى
مصيرين متناقضين سيقودان هذه الأمة لا محالة إلى الهلاك، كان أولى بهذه الصحوة
عوضا عن انجاب جيل منزوع العقل والانسانية وثمل بالله والدين يجز أعناق الناس او
على النقيض انجاب من يتنكرون لهذا الدين الذي خدعهم طويلا ويرددون بعض
الشبهات التي أدت بهم إلى ترك هذا الدين بعد صدمتهم وخيبتهم بحقيقته، كان الأولى بالصحوة عوضا عن هاتين الصورتين
انجاب المثقف الواعي المحايد الموضوعي الذي لا يردد آية )انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) بل يتحدث بلباقة عن
مخطوطات برمنغهام وصنعاء وفحوصات الكربون المشع والاختلافات الدقيقة بينها وبين القرآن
الذي بين أيدينا وانتقل بالتواتر، كان أولى أن نعرف الاختلافات في الضبط والترتيب
والكلمات بين المخطوطات بدل من تلفيق اعجازات رقمية عن اعداد الكلمات وترتيبها،
بدل من المؤمن الأهوج المثقل بايمانه الفارغ القائم على التلقين الخالص، كان
الأولى تعليم ثقافة البحث والتحري والشك والموضوعية عوضا عن اساليب الجرعات
الايمانية المفرطة بالاستشهاد الملفق بالعلم او بالمستشرقين، المثقف الذي يعالج
القضايا بشكل منفصل ثم يقوم بربطها ولا يقبل المنظومات المتكاملة والشموليات بغثها
وسمينها ولا يرفضها جملة كذلك، هذا المثقف الذي سيصفه الصنف الأول من المتطرفين
دينيا بالابتداع والكفر والزندقة وسيصفهم الصنف الثاني بالرجعية والتخلف والتناقض.
إن
العقلية الايمانية عموما والاسلامية على وجه الخصوص هذه الأيام تشكل معضلة معقدة
تجاه تطور الوعي البشري الذي لفظ العنصرية والرق، ولفظ خرافات الحضارات الأولى عن
تعدد الالهة ونقصها، ولفظ الغزو والاعتداء، هذه العقلية التي تم اعدادها تراكميا
خلال القرن الأخير فتحولت لصخرة لا يستطيع أعتى الفلاسفة أو العباقرة شقها فلم يعد
بالامكان مناقشتها بأي طريقة لأنها تحتاج لجلسات مطولة وعلاج طويل الأمد والغريب
أن هذه العقلية تحتاج لكم قليل من المعرفة لتكتشف ان المعرفة التي يمتلكها ستنقلب
عليه فجأة لتتغير مدلولاتها ومعانيها وستتكفل بتحطيم نفسها.
هذه
التدوينة هي الثالثة في سلسلة تدوينات أحاول من خلالها فهم التفكير الايماني
الكلاسيكي من منظور نفسي وليس معرفي وهي امتداد لتدوينة سيكولوجيا الايمان وتدوينة في حضرة المستشرق .. رقصة على قبر المؤرخ ، ولم أمني نفسي يوما بأن أصل في هذه السلسلة لتدوينة أستطيع من خلالها تقديم خطة علاجية واضحة للتعامل مع هذه العقلية سيما مع محاولتي الدائمة لزج نفسي قبل الاخرين في قفص الاتهام والسقوط في فجوات عقلية مشابهة تحول بيني وبين تحري المصداقية، مما دفعني للتفكير بعدم اكمال هذه السلسلة التي بدت بلا طائل إلى جانب ما واجهته مؤخرا من صعوبات في
تحديد الأسلوب المناسب للكتابة بين المجاز الذي أحبه وأستهل به تدويناتي أو السرد الذي
أكتبه لشرح المجاز المبهم وهذا ما ظهر واضحا في هذه التدوينة وباقي تدوينات هذه
السلسلة، لكني أكملتها امتناناً لمن داروا حول الأبجدية ولم يتعبوا وكانوا لنا
وطناً حين اشتد برد المنافي.
باسل