أخاف أن أراك فأنسى أني لاجئ، وأخاف ألّا أراك فأنسى بلادي، وهذه الوردة التي بيدي خطيئة الخريف الذي بعيني فخذيها لربيع شفتيك المورق كي يسقط خريفي في مقبرة التقويم مع الفصول التائبة.
وكطفل عائد من ابتهالات أمه، شددت خيمتي في وجه الريح وانتظرتُ العاصفة، حتى عاد المسافرون إلى أمانيهم وأعلنوا بدء الربيع، فشددت قلبي إلى خيمتي كي لا يركض خلفكِ كليل خائف من سطوة النهار، وأنتِ النهار الذي فك طلاسم الضجر، وأنتِ الحكاية التي محاها الغزاة من ذاكرة الغجر، وأنتِ احتمالاتُ النجاةِ التي لم يفهمها العلمُ المكابر ولا زمن المعجزة، وأنتِ صلاة الأرض العطشى للمطر، وأنتِ السنديانة .... وأنتِ الوطن.
وبحثوا عنك في ذاكرتي، وفي قلبي، وفي دفتر مواعيدي، وفي رائحة عطري، وفتشوا كل حقائبي ثم اوقفوني بتهمة تعاطي المجاز، ثم عادوا وأطلقوا سراحي لأصف وجهك الذي أثبت لهم وهن الأبجدية، لكني لم أخبرهم كيف تركضين لي كل صباح لأصنع لك في شعرك جديلة، ولا كيف تنامين كسنبلة خجلى في موسم الحصاد.
باســــل