وان كان قبطانكم بيشامونتين قد استطاع فرض اعتبار سفينتكم في موانئ المستضعفين، فأطفالنا لا ينامون يحلمون بسفينة كنزكم ولا هدايا قداستكم، فعودوا إلى معابدكم وارفعوا من فيها وهماً على وهم ووزعوا هداياكم في حضارات الحظ والصدفة .
لاحظت نسمة شرودي الذهني فخففت من سرعة السيارة التي كانت تقودها بسرعة جنونية وسط زحام الشانزلزيه،متيحة لي فرصة تأمل معالم أراها للمرة الأولى،وأشارت إلى ذلك الصرح الحجري الذي كنا نقترب منه شيئا فشيئا قائلة:
هذه هو قوس النصر الذي اراده نابليون لتخليد ذكرى انتصارات الامبراطورية، يبلغ ارتفاعه حوالي 50 مترا، ونقشت عليه اسماء عشرات القادة العسكريين.
للمرة الاولى لم أنصت لكلمة مما قالته ليس لانني قرأت ما قالته قبل لحظات في الدليل السياحي، لكني كنت وللمرة الأولى أتامل هذه الشقراء التي تقودني بسياراتها في زحام شارع حفظت اسمه الطويل للتو .
هل ترى يأتي اليوم الذي أنساكِ فيه، ولا أذكركِ إلا صهباء ضاربة للشقرة،خضراء العينين، وردية الشفتين، نضيدة الأسنان، عرفتها يوماً ..وانسى انكِ كنتِ .. وانكِ لا زلتِ ... وانكِ ربما ..وانكِ قد ..يا فتاة الملاجئ الباريسية التي اعتدت ان اناديها فتاة الشانزلزيه .. ماذا كتب في اللوح المحفوظ؟؟
باسل - رواية نسمة