لم يخطر للحظة ببال الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول وهو بين 318 أسقفاً في اجتماع نيسيا (نيقية) عام 325م أن لاهياً - هو أنا - في القرن الحادي والعشرين سيتطفل على مجلسه هذه الذي قرر فيه أحد أدق قضايا العالم حساسية، وليس له أن يلومني، فكلانا لا يملك أسباباً دينية على ما فعل أو جنا، فهو ولأسباب -سياسية- بحتة قرر ما قرر، وأنا ولأسباب -استئناسية- بحتة أكتب هذه التدوينة بعد أن تأجل اختبار الأحياء الدقيقة، ما تاح لي بعض الوقت لكتابتها.
سألني أحد أصدقاء الطفولة وقد استشاط غضبا بعد إلغاء الإجازة المقررة في 25 من ديسمبر:
- هو شو 25 /12 مش المسيح انولد في 1/1؟؟!
- هو شو 25 /12 مش المسيح انولد في 1/1؟؟!
لم يعرف صديقي أني بحاجة لعدة شهور لأجيبه بكل ما أعرف،ولكني لم أكن أريده ان يشعر بالملل، شردت بذهني قليلاً ثم أجبت بما تمليه الثقافة العامة:
المسيح انولد في 25 ديسمبر حسب اعتقاد 1.2 مليار كاثوليكي في العالم و 800 مليون بروتستانتي بينما يحتفل 350 مليون أرثوذكسي - شرقي - بأنه ولد في 7 يناير، ونحتفل به في فلسطين بالتاريخين !
وآثرت ألا أخوض في جدل الاحصاء، وقلت ما أراه أقرب للصواب .
المسيح انولد في 25 ديسمبر حسب اعتقاد 1.2 مليار كاثوليكي في العالم و 800 مليون بروتستانتي بينما يحتفل 350 مليون أرثوذكسي - شرقي - بأنه ولد في 7 يناير، ونحتفل به في فلسطين بالتاريخين !
وآثرت ألا أخوض في جدل الاحصاء، وقلت ما أراه أقرب للصواب .
أرقتني هذه الإجابة طوال الليل، منذ متى وأنا أراعي السائل في إجاباتي!، كان يجب أن أقول له الحقيقة الكاملة، التقطت هاتفي النقال عدة مرات لأقول له كل شيء لكن الإجابة كانت فجة في محادثة وجهاُ لوجه فكيف بمحادثة هاتفية، لذا قررت أن أهديه هذه التدوينة، وأقول ذلك لأتلذذ بحجم المفارقة بأن من وضع تاريخ ميلاد المسيح كان وثنيا ًوبعد أربعة قرون من ميلاد المسيح، بينما أنا فقط للتكفير عن إجابتي المنقوصة وفي القرن الحادي والعشرين أجهر بالحقيقة الدينية التي وضعت لأسباب غير دينية، وان كنت أستأنس بكتابة هذه التدوينة للإجابة على صديق طفولتي لكنها كانت يوماً تنزع النور من عيني كل مساء بحثاُ عنها أثناء دراستي للاهوت – أي أسباب أكاديمية بحتة .
يعتقد معظم سكان الأرض، سيما أتباع غير المسيحية أن المسيح قد ولد في 1/1/0 للميلاد، وهذا الرأي الذي استنتجه سكان الأرض جميعا ولم يقله أحد عبر التاريخ، إن أول تأريخ لميلاد المسيح قد قرره الإمبراطور الروماني قسطنطين حين عقد مجلس نيسيا (نيقية) سنة 325م أي بعد أكثر من ثلاث قرون على ميلاد المسيح، ولأسباب غير دينية جمع قسطنطين الأول الأساقفة ليقرروا عبر - انتخابات حرة نزيهة – أحد أهم قضايا العالم حساسية: تاريخ ميلاد المسيح، وطبيعته –ناسوتي أم لاهوتي- ، بعدما بدأت الفتن تدب بالامبراطورية حول هذه القضية وإيجازا -فيما لا يمكن إيجازه- صوّت 316 من أصل 318 على إلوهية المسيح ، وأنه جوهر غير منقوص عن الأب غير المتجسد، وأنه وُجد قبل بدء الزمن ثم ولد بطبيعته الناسوتية منزوعة الشهوة والخطيئة، وهكذا استطاع الإمبراطور الوثني قسطنطين أن يعيد الأمن لإمبراطوريته غير آبه بتحريف الديانة الأكثر انتشاراً عبر التاريخ، بعدما دبت بامبراطوريته الفتن بعد أن خرج أريوس وأتباعه العدميون، برأيهم بأن المسيح مخلوق من العدم وليس جوهر من الأب غير المتجسد، ولا يساويه وأنه ولد في زمن وأنه ليس الهاً لكنه لا يخطئ ، هذا كله لا يعنيني الآن بقدر ما يعنيني التاريخ .
اذن، أمتن عقيدة مسيحية جاءت بانتخابات –ديمقراطية- رعاها إمبراطور وثني لأسباب سياسية و صار المسيح الهاً،وهذا ما تؤمن به الطائفة الكاثوليكية الأكبر مسيحيا وعالمياً، والتي يقع مركزها في الفاتيكان -المكان الذي أتمنى زيارته-، لكن هذا لم يكن الشيء الوحيد الذي قرره قطسنيطين.
فرغم إعلانه للمسيحية ديانة رسمية إلا أن التأثير الوثني بدأ يتسلل للمسيحية منذ ذلك الوقت .
الآن للجزء الأكثر اثارة .....
كتبت هذه التدوينة وستنشر قبل منتصف ليلة 25 من ديسمبر، وللقارئ أن يفتح نافذته وينظر لأقصى الشرق وسيرى نجمة مشعة جدا هي سيريوس تمثل المسيح وتصطف بشكل قطري باتجاها ثلاث نجوم أقل سطوعا تسمى "الملوك الثلاثة" وهم الملوك الوثنيون الذين جاؤوا لاستطلاع خير ميلاد المسيح، وهذه الظاهرة الفلكية لا تحدث إلا في 25 ديسمبر -غيمة قاتمة تحجب عني مراقبة هذه الظاهرة لهذا العام - لكن المثير للضحك أنه ليس المسيح وحده من ولد – أو استولد- في هذا اليوم فحورس الإله المصري القديم (3000 ق.م) كما يذكر كتاب "الموتى" الفرعوني الذي سبق ميلاد المسيح ب30 قرن يذكر أن حورس قد ولد في 25 ديسمبر من أم عذراء "أيسيس" وترافق ولادته بظهور نجمة في الشرق وتبعه ثلاث ملوك وقد قام حورس بكل ما قام به المسيح من معجزات، وتمتد الأسطورة لعدد كبير من الآلهة والمخلصين في عديد من الحضارات القديمة مثل جنتاوت في المكسيك، ميثرا في بلاد فارس، وكريشنا في الهند، ودينيسس في اليونان، واتيس في فيريجيا، بيدرو في اليابان، وكلهم ولدوا لأم عذراء وفي 25 من ديسمبر وصلبوا وعادوا للحياة وكلهم سبقوا المسيح إلى هذه القصة واستعاد الإمبراطور قسطنطين من خلفيته الوثنية نفس الأسطورة وألصقها للمسيح ليقرر بعد 3 قرون أنه ولد في 25 من ديسمبر، لتحقيق نفس الاستعارة الفلكية لجميع الديانات الوثنية القديمة.
كتبت هذه التدوينة وستنشر قبل منتصف ليلة 25 من ديسمبر، وللقارئ أن يفتح نافذته وينظر لأقصى الشرق وسيرى نجمة مشعة جدا هي سيريوس تمثل المسيح وتصطف بشكل قطري باتجاها ثلاث نجوم أقل سطوعا تسمى "الملوك الثلاثة" وهم الملوك الوثنيون الذين جاؤوا لاستطلاع خير ميلاد المسيح، وهذه الظاهرة الفلكية لا تحدث إلا في 25 ديسمبر -غيمة قاتمة تحجب عني مراقبة هذه الظاهرة لهذا العام - لكن المثير للضحك أنه ليس المسيح وحده من ولد – أو استولد- في هذا اليوم فحورس الإله المصري القديم (3000 ق.م) كما يذكر كتاب "الموتى" الفرعوني الذي سبق ميلاد المسيح ب30 قرن يذكر أن حورس قد ولد في 25 ديسمبر من أم عذراء "أيسيس" وترافق ولادته بظهور نجمة في الشرق وتبعه ثلاث ملوك وقد قام حورس بكل ما قام به المسيح من معجزات، وتمتد الأسطورة لعدد كبير من الآلهة والمخلصين في عديد من الحضارات القديمة مثل جنتاوت في المكسيك، ميثرا في بلاد فارس، وكريشنا في الهند، ودينيسس في اليونان، واتيس في فيريجيا، بيدرو في اليابان، وكلهم ولدوا لأم عذراء وفي 25 من ديسمبر وصلبوا وعادوا للحياة وكلهم سبقوا المسيح إلى هذه القصة واستعاد الإمبراطور قسطنطين من خلفيته الوثنية نفس الأسطورة وألصقها للمسيح ليقرر بعد 3 قرون أنه ولد في 25 من ديسمبر، لتحقيق نفس الاستعارة الفلكية لجميع الديانات الوثنية القديمة.
لم يشر أي من الأناجيل لتاريخ ميلاد المسيح، -أتحمل مسؤولية ذلك- ولا حتى ولادته من ام عذراء (في الأناجيل الأربعة)، ولكني أذكر حين كنت أطلب العلم اللاهوتي، أن إنجيل لوقا الأقرب تدوينا تاريخيا لزمن ميلاد المسيح، يرسم أجواء صيفية لميلاد المسيح وهذا ما أستبعد وقوعه في شهر كانون في فلسطين والذي يعتبر الأبرد خلال العام !!
لا أعرف، ولا يهمني إن كان المسيح ولد بالشتاء أم بالصيف أم مثلي بالخريف، لكن أجواء الشتاء أجمل لطقوس الاحتفال والصيف أصدق نصيا والخريف أجمل، وبالمناسبة المسيح ولد في العام الرابع قبل الميلاد، وليس كما يعتقد البعض أن التقويم الجريجوري الروماني بدأ مع المسيح.
إن أكثر ما دفعني لهذه التدوينة هو أن اليوم حسب اعتقاد الحضارات القديمة هو أطول ليل في السنة وأقصر نهار ثم يبدأ النهار يطول تدريجيا حتى يتساوى مع الليل في الاعتدال الربيعي في 21 مارس، ما حذا بكثير من الحضارات الى اختيار هذا اليوم لميلاد مخلصيها وآلهتها الذين يبشرون بمستقبل أكثر اشراقاً ويأتون في أحلك اللحظات، هذا ما أسعفني في الرد على شخص –يعز- على حزنه حين أرسل لي رسالة قصيرة يقول فيها أنه يشعر بالاكتئاب فلم أجد سوى هذه الحقيقة لدفعه – و نفسي – لاستشراق مستقبل أفضل، فغداً نهار أطول ... وفجر أجمل ....